مجلة الشرق الأوسط للسياحة العلاجية
طوكيو- اليابان- رئيس التحرير
جيل جديد من تقنية التشعيع يعرف بالعلاج الإشعاعي بالجسيمات الثقيلة مثبوت اكلينيكا في معهد الأبحاث الوحيد من نوعه في
اليابان. يتخصص هذا المستشفى الذي يمتد تاريخه لسبعة عشر عاما في معالجة السرطان بالإشعاع التشخيصي والطب
النووي. يتحدث الدكتور تاداشي كامادا، مدير المركز، بالتفصيل الى مجلة السياحة العلاجية في الشرق الأوسط عن الكيفية
التي استمر بها المركز في تطوير وسائل علاجية جديدة.
دكتور كامادا، هل لك أن تحدثنا بالتفصيل عن السمات البارزة للمستشفى؟
إنه مستشفى رائد في مجال البحث والتطوير منذ العام 1961 حيث يتخصص في مجال التشخيص والعلاج الإشعاعي
للسرطان. وكانت اليابان الدولة الأولى في العالم التي بدأت العلاج الإشعاعي بالجسيمات الثقيلة وذلك في عام 1994
وكان مستشفانا هو الرائد لهذا التطوير لكونه أول مرفق يُستخدم فيه. واعتبارا من فبراير 2011م، كنا قد قمنا بعلاج ما
يقرب من 10000 مريض بواسطة العلاج الإشعاعي بالجسيمات الثقيلة. وتعد نتائج علاجاتنا مرتفعة للغاية حيث يصل
معدل السيطرة لكافة حالات الأورام الى حوالي 80%. وبما أن العلاج يقدم بجرعة إشعاع آمنة وفعالة استنادا الى خبرتنا
الطويلة والشاملة، كانت حالات حدوث أعراض جانبية شديدة محدودة للغاية.
يقبل المسشفى عددا كبيرا من المرضى من خارج البلاد، بما في ذلك إيطاليا، وفرنسا والصين. ويدخل المستشفى حوالي
20-30 مريض وافد من خارج البلاد سنويا.
هل يمكن أن تشرح لنا فضلا ما هو العلاج الإشعاعي بالجسيمات الثقيلة؟
العلاج الإشعاعي هو وسيلة ممتازة لعلاج سرطان الأعضاء بغير جراحة ولكن في حالة استخدام حزم أشعة الفوتون
(أشعة اكس وأشعة جاما)، وهو ما يحدث في العادة، فإن التشعيع يصيب أيضا الأنسجة العادية المحيطة بالورم وهو
ما قد يسبب أعراضا جانبية. وقد تم تطوير العلاج الإشعاعي بالجسيمات لتحقيق تشعيع أكثر دقة لأنسجة الورم. إن
حزم أشعة الجسيمات المستخدمة في المعالجات اليوم عبارة عن حزم أشعة بروتون وحزم جسيمات ثقيلة (كربون أو
أيونات كربون). وفي كلتا الحالتين، يتم العلاج من خلال تشعيع نسيج الورم بجسيمات تم رفع سرعتها الى سرعة
الضوء تقريبا.
إن الجسيمات الثقيلة أثقل بإثني عشرة مرة من البروتون وتملك قدرة عالية على الحركة في خط مستقيم. ولهذه
الأسباب، من الممكن التركيز على الورم بمزيد من الدقة وبقوة تدميرية أكبر. وحيث أن تصنيع هذه الأجهزة مكلّف
الى حد كبير، فعدد المؤسسات الطبية الذي يملك أجهزة العلاج الإشعاعي بالجسيمات الثقيلة محدود للغاية.
وفي حين أن السرطانات الموضعية قد تكون قابلة للعلاج باشعاع الجسيمات الثقيلة، فالحالات التالية تعد أمثلة ملائمة
بشكل خاص: الحالات التي تكون فيها الجراحة بمثابة الخيار الأول ولكنها تنطوي على صعوبات نظرا لتقدم سن
المرضى وحدوث مضاعفات لديهم، حالات السرطان المتقدمة، السرطانات التي تستجيب بشكل جبد للعلاج
الاشعاعي العادي، والسرطانات التي يمكن اجراء جراحة لاستئصالها ولكن هناك احتمالات كبيرة لحدوث آثار ما
بعد الجراحة. يتم العلاج في الحالات العادية من خلال العيادات الخارجية وتستمر كل جلسة علاجية لمدة تتراوح
بين 20 و30 دقيقة.
ما هو مسار العلاج الذي يمكننا توقعه للمرضى المحتملين؟
يحتاج المريض الى أن يبعث لنا بتاريخ تشخيص المرض، ومعلومات التصوير (التصوير المقطعي المحوسب،
والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير الطبقي بالذرة)، وخطاب إحالة من الطبيب المعالج الأصلي ومعلومات أخرى
مرتبطة مقدما حتى يمكننا تأكيد مدى صحة التشخيص وبحث قبول المريض في المستشفى. في حالة قبول المريض،
نخطره بالحضور الى اليابان بعد حوالي شهر، علما بأن الأجهزة لن تكون متاحة للعلاج الاكلينيكي لمدة شهر ونصف
وذلك من فبراير الى مارس وطوال شهر أغسطس ومن ثم لن نتمكن من قبول مرضى خلال الشهور المذكورة.
كيف يمكن للمرضى الشعور بالثقة في هذه المعالجة التي تقدمونها؟
العلاج الإشعاعي بالجسيمات الثقيلة لا يسبب أي ألم ولا يفرض ضغوطا تذكر على المريض. إنه وسيلة مثالية لعلاج
السرطانات التي لم تكن قابلة للعلاج في الماضي الا بالجراحة. لقد كنا من أول المستشفيات في العالم التي قامت بالتطبيق
الاكلينيكي للعلاج الاشعاعي بالجسيمات الثقيلة وقد اكتسبنا خبرة كبيرة للغاية في هذا المجال وحققنا سجلا مثبوتا من
الانجازات. وباعتبارنا مستشفى تأسس بالتبعية لمعهد أبحاث متخصص في العلاج بالأشعة، فإننا مستمرون في تطوير وتطبيق
أكثر الوسائل والتقنيات العلاجية تطورا في مجال الممارسة الاكلينيكية وفي المساهمة في تطوير العلاج الاشعاعي بالجسيمات
الثقيلة عالميا. كما أننا ملتزمون بمشاهدة العلاج الاشعاعي بالجسيمات الثقيلة في مستشفانا يُستخدم بفعالية كأحد خيارات علاج
السرطان.
تشمل الحالات التي تعالج في مستشفانا: أورام الرأس والعنق، أورام العظام والأنسجة الرخوة، سرطان الرئة، سرطان الكبد،
سرطان البروستاتا وغيرها.